الجمعة، 20 فبراير 2009

تنمية المجتمع الفلسطيني


تنمية المجتمع

فلسفة برامج التنمية المجتمعية في لجان العمل الصحي

تقوم فكرة برنامج تنمية المجتمع "CDP"على مجموعة من الأسس والآليات التي تمكّن المجتمع المحلي من فحص احتياجاته "سواء كانت مشكلات، حاجات، فرص تطور" وإمكانياته، ومصادره مقابل هذه الاحتياجات، كما يمكّن المجتمع من تصنيف هذه الاحتياجات حسب أولوياتها وحجومها وآليات حلها أو الاستجابة لها، استنادا إلى دراسة واقع كل موقع بدقة لمعرفة عوامل القوة والضعف، والاستغلال الأمثل للمصادر المتوفرة داخل هذا الموقع والمصادر المحيطة محليا ودوليا.

فكرة CDP تستند إلى فلسفة تنموية تقوم أساسا على أن المجتمع المحلي هو الأقدر على تحديد احتياجاته ومصادره، وهو بالتالي صاحب الحق في تصنيف احتياجاته وتحديد آليات الاستجابة لها استنادا إلى مصادره، ذلك يتطلب العمل على تنظيم وتفعيل طاقات المجتمع الكامنة لخلق حالة من الجدل والحركة والضغط التي تدفع المجتمع نفسه إلى التحرك لتطوير ذاته بما هو ممكن بالتحليل الأخير، أنها فلسفة تنموية تستند للمشاركة الشعبية فعلا لا قولا.

من خلال تجربتنا وجدنا ان الآلية الأنسب تتلخص في أن يتم الاتصال بممثلي المجتمع المحلي في كل قرية "مجلس قروي، وجوه، نشطاء سياسيين واجتماعيين" ومناقشتهم بالفكرة كأساس للتعامل اللاحق بوضوح ومصداقية عالية ، وان يتم انتخاب أو تشكيل لجان تمثيلية لمختلف القطاعات الاجتماعية "مرأة، مزارعين، صحة، تعليم، شباب، كبار السن، أطفال".

آليات العمل:

تستند آلية العمل إلى الاعتقاد أن تركيز الموارد والإمكانيات في منطقة محددة سيقود إلى استغلال أكبر للإمكانيات الكامنه، التزام برؤية طويلة الأمد، تخطيط متكامل، شراكة مع المؤسسات المحلية والمجتمع، مرونة في عمل البرامج والتطبيق، تقوية من خلال اللامركزية، تحسين تبادل المعلومات، المناصرة والضغط المتواصل لتوفير الدعم و أخيرا إشراك الممولين المستمر لمساندة المصادر المحلية.
أما استراتيجية العمل فتستند إلى المبادئ التالية :

بناء علاقات متكاملة : تطوير علاقات ثنائية للمصلحة العامة مع اللجان المحلية والوزارات المختلفة وباقي المؤسسات الرسمية والمنظمات غير الحكومية سواء كانت محلية أو أجنبية إن هذه العلاقات المتكاملة هي الأساس لتبادل المعلومات والإمكانيات والأفكار التي تخدم العملية التطويرية.
طرح فكرة المشروع من خلال الحوار والجدل المجتمعي: تستند الفكرة إلى فهم تاريخ المجتمع المستفيد وواقعة الحالي وآماله المستقبلية من خلال الحوار مع كافة فئات وقطاعات المجتمع نتعرف على الموقع بتاريخه وعاداته الاجتماعية والاقتصادية، وضعه الاقتصادي الاجتماعي، مؤسساته الاجتماعية والسياسية، وقياداته الرسمية وغير الرسمية، وطرق عمل سكان الموقع في الموقع نفسه. ان هذه الفكرة تؤمن بقدرة المجتمع على التغيير وقابلية الأفراد للتعلم، وقدرتهم على التأثير والتغيير، والبرنامج يساعد في تقوية النظم المحلية والوعي المجتمعي لفهم العملية التطويرية.
دعم وبناء مؤسسات محلية: تعد المؤسسات المجتمعية القوية ضرورة للعملية التنموية، في القرى حيث توجد مؤسسات مجتمعية نسوية، شبابية، زراعية...إلخ يقوم البرنامج بتقوية هذه المؤسسات، وحيثما فُقدت هذه المؤسسات يقوم البرنامج بتأسيسها. نركز على القيادات المحلية و على وعي المجتمع، وعلى التفكير الخلاق. البرنامج يقر أن هذه رحلة طويلة تتطلب استثمار لوقت وطاقة ومصادر.

تفعيل المجتمع: يعمل البرنامج ليساعد المجتمع المحلي على فهم أن المجتمع لا يجب أن يكون متلقي فقط، وبالتالي يشارك المجتمع بخياراته وأفكاره وطريقة عمله وتفاعله ويدفع باتجاه رفع أخلاقية المسئولين الاجتماعية، ويشجع المجتمع لتنظيم نفسه للحصول على الموارد، وتدعيم فكرة اللامركزية، وإعطائه حق القرار ، وقد تقود هذه العملية لفتح آفاق جديدة من المجتمع نفسه.

التأكد من مشاركة المجتمع: السماع إلى ما يريده المجتمع ورفض "مبدأ الأوامر" بل العمل كمنسق ومسهل لإيصال المبادئ التي يؤمن بها البرنامج للعمل المجتمعي التطوري، والبرنامج يشجع المجتمع على الحديث عن مشاكله وتحليل المصادر والموارد والخيارات للبحث سويا عن الحلول لهذه المشاكل، وهذا يتطلب مشاركة مجتمعية نشطة, ويؤكد البرنامج على ضرورة المشاركة المجتمعية على جميع الأصعدة.
الحصول على التمويل ومراقبة ذلك : يعمل البرنامج على الحصول على الأموال، ويعمل ما أمكن لتأمين مصادر محلية، سواء بشرية طبيعية محلية أوعبر مؤسسات اجتماعية. لاستكمال ذلك يساعد البرنامج المجتمع للحصول على موارد خارجية على شكل أموال، مواد، طعام، مساعدة تقنية، تدريب. المصادر الخارجية حسب فهمنا التنموي للبرنامج لا تقدم أبدا كبديل لمشاركة المجتمع المحلي، لذلك إذا انحرف العمل عن هذا الاهتمام الحقيقي بالاستناد للمصادر المحلية فإن خطوات ستتخذ فورا لإعادة الأمور إلى نصابها.

نشاطات متكاملة: يعمل البرنامج على نشاطات أفقية وعمودية متكاملة، الأفقية تمثل حاجات خاصة مثل ماء، صحة، زراعة، أمية، والعمودية تمثل آليات العمل والنشاطات المختلفة، والرباط الأفقي يقوي العمل ويسمح للتعاون والتنسيق بين القطاعات المختلفة ، ويعمل على بناء قاعدة لتنمية مستدامة، ويصب في تأثير شمولي طويل الأمد.

تقوية الاستمرارية : يركز البرنامج على استمرارية النتائج الملموسة وكذلك على العملية التنموية بحد ذاتها، الاستمرارية تكمن في قدرة المجتمع على الاعتماد على الذات واستخدام أمثل للمصادر، وكذلك استخدام أمثل للتكنولوجيا يراعي ملائمة البيئة للخطوات المعمول بها.
الالتزام بشراكة طويلة الأمد: يعمل البرنامج على الالتزام بشراكة طويلة الأمد قد تصل من 10-15 سنة، وكذلك يعمل البرنامج مع المجتمع المحلي عبر الحوار المستمر والورشات، لوضع الأساس لفهم واضح لدى الطرفين، تتضمن رؤية موحدة، هذه الرؤية أو المفهوم لا يجب أن يخضع لضغوطات ضيق الوقت أو الزمن التي قد تضع المجتمع تحت ضغط الحصول على نتائج فورية.

اسمع ، تعلم، راقب، وقيم : هذه الركائز الأربعة هي عناصر أساسية لمفهوم تنموي مجتمعي، وتعمل على جميع الأصعدة خلال العملية التنموية، وكلما تقدم العمل كانت هناك أهداف وآليات عمل، وعناصر مختلفة، وأفكار أفضل وطرق عمل محسنة، نراها كلها ضمن عملية تنموية ديناميكية، وعليه لن يصبح البرنامج عبدا للأهداف، بل سيعمل على وجود علاقة قوية مع المستشارين الخارجيين والمقيمين من وقت إلى آخر للاستفادة من خبرتهم في هذا المجال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق